الثلاثاء، 26 مايو 2009

مستقبل الكتاب الرقمي الإلكتروني؟
هذا الموضوع الشيق، وهو موضوع يرتبط بعلاقة التقنيات الحديثة للمعلومات بمجال المعرفة والعلم وأوعيتها التقليدية، وقد سبق لي الكتابة في الموضوع - وذلك منذ حوالي 3 سنوات - غير أن ضرورة مراجعة المقال ومواكبة المستجدات تحول الآن دون نشره.الأستاذ الفاضل الكريم أوافقك الرأي أن الكتاب الإلكتروني يشهد عقبات في أولياته التي نعيش عصرها..ولكن حينما نتتبع المبتكرات والحلول المتاحة، بل ونتطلع إلى الحلول المستخدمة حاليا في بعض القطاعات الحساسة، مثل الفضاء والتقنيات العسكرية، سنرى أن الكتاب الإلكتروني قادم لامحالة...فعلى المدى القريب سيتم تطوير اوعية جديدة اكثر ملاءمة وسهولة في التعامل ومرونة في التشغيل..وهو ما نراه الآن مع جهاز كيندال الذي تروج له امازون كوم، وعلى المدى المتوسط 20 إلى 50 سنة سيتجه المطورون إلى تطوير التعامل مع الطاقة ليشتغل الكتاب أطول مدة ممكنة بأقل قدر وهذا الهدف متحقق الآن ولكنه مكلف، فالأقمار الاصطناعية تعمل ببطاريات مشحونة تعمل لمدة 30 سنة..كما أن ستتجه الأبحاث نحو صناعة جهاز خفيف يمكن للمستعمل أن يقرر حجمه وحجم شاشته بالتحديد، وسيكون مزودا يتقنيات التواصل مثل البلوتوث لتنزيل النصوص على اختلاف أنواعها، وسيكون ازدهار المصادر المفتوحة دافعا لنجاح هذه الأوعية، كما ستصبح رخيصة جدا وفي متناول الجميع..ألم تكن هذه الحواسيب التي نشتغل عليها الآن تساوى راتب عدة سنوات قبل عقدين من الزمن؟؟أما على المدى الطويل بعد 100 سنة وأكثر فسيتمكن الكتاب الإلكترونني من إزاحة الورقي نهائيا وتصبح الكتب الورقية مجال تخصص الباحثين في بعض فروع علوم الآثار كما هو الحال بالنسبة للمخطوطات والطبعات القديمة الحجرية والسلكية...وفي واقعنا الحالي تجليات لبعض هذه التحولات فكثير منا أصبح يقرأ جريدته المفضلة على الشبكة ويتابع الأخبار... والقصد أن المستقبل البعيد يخبيء تطويرات مهمة جدا ستنحو نحو التجميع فتصبح هذه الأجهزة الكثيرة جدا للتواصل وتحليل المعطيات جهازا واحدا هو هاتف وتلفاز وإذاعة وحاسوب وكتاب إلكتروني، وربما يختلف شكله كثيرا عما نعرفه الآن ..ليكون ببعض الأشكال التي يقترحها أصحاب الخيال التقني في أفلامهم فيستبدل العرض الضوئي بالشاشة المنشرة الآن، ويتحول الحاسوب او جهاز العرض المتنوع هذا إلى مصباح صغير يتضمن كل ما هو مطلوب للتشغيل والعرض والحفظ..وخلاصة القول أننا الآن في بداية تحول جديد مثل التحول الذي عاشه الناس في عهود سحيقة حينما بدأوا يتحولون من الكتابة على الحجر إلى ورق البردي ومنه إلى الورق واليوم جاء عهد جديد للتحول نحو الذبذبات الإلكترونية التي ستسجل إبداعات البشرية وتعرضها بأشكال أكثر جمالية ومرونة...والله أعلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق